في قمة جلاسجو .. قادة العالم: حان وقت التصرف لمواجهة تهديدات التغير المناخي

في  قمة جلاسجو .. قادة العالم: حان وقت التصرف لمواجهة تهديدات التغير المناخي

أطلق قادة عالميون، الاثنين، تحذيرات شديدة اللهجة في افتتاح قمة المناخ في مدينة جلاسكو الاسكتلندية، مؤكدين أن القمة تشكل الفرصة الأخيرة لإنقاذ العالم من ظاهرة التغير المناخي المدمرة والتي ستغرق مدنا بأكملها، لافتين إلى أن قيمة الخسائر تجاوزت حاجز  الـ 300 مليار دولار سنويا، مطالبين بدعم الدول الفقيرة ومساندتها والعمل الجماعي والحتمي لمواجهة ظواهر المناخ المتطرفة وإنقاذ سكان الأرض.

وفي كلمته، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش إن السنوات الست التي أعقبت اتفاقية باريس للمناخ هي التي شهدت أعلى درجات الحرارة في التاريخ.

وأضاف جوتيريش في قمة “كوب 26” أن الاعتماد على الوقود الأحفوري يدفع البشرية للهاوية.

وتابع: “حان الوقت لكي ننهي الاعتماد على الكربون والاعتماد على الطبيعة لإخفاء نفاياتنا. كوكبنا يتغير من المحيطات إلى الجبال إلى الظواهر الطبيعية المتطرفة”.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه في أفضل السيناريوهات فإن درجة الحرارة سترتفع بأكثر من درجتين مئويتين نحن نواجه كارثة مناخية لا مهرب منها.

ودعا إلى الاستثمار في الاقتصاد الذي يؤدي إلى صفر الإنبعاثات، مشيرا إلى أن مقترحات الدول بشأن الحياد الكربوني مهمة للغاية.

وقال، إن الفشل في مواجهة التغير المناخي سيشكل حكما بالموت على سكان الأرض.

بايدن: العالم يواجه تهديدا وجوديا

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين، إن الوقت حان للتصرف، مضيفا أن العالم يواجه تهديدا وجوديا بسبب التغير المناخي.

وذكر بايدن، في كلمته بقمة المناخ “كوب 26” التي تحتضنها جلاسكو، أن الولايات المتحدة تعاني من ظواهر المناخ المتطرفة.

وأضاف: “لم نواجه الأسوأ بعد من جراء تغير المناخ.. ويجب أن تكون قمة جلاسكو انطلاقة جديدة للعمل ضد التغير المناخي”.

وكشف رئيس الولايات المتحدة: “تسببنا في تلويث المناخ والبيئة، ومن الحتمي تغيير ممارساتنا”.

جونسون: حان للتصدي لتغير المناخ

بدوره، حذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من اختفاء مدن بأكملها إذا استمرت درجات حرارة الأرض في الارتفاع. وخلال افتتاح مؤتمر جلاسكو للمناخ، شدد جونسون على أن الوقت قد حان للتصدي لتغير المناخ.

وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الذي يستضيف قمة “كوب 26” إن ساعة نهاية العالم تدق، فالمحركات والمضخات التي نضخ من خلالها الكربون في الهواء تتسبب في أضرار كبيرة للكوكب وزيادة درجات الحرارة في الأرض بسرعة كبيرة.

وأضاف: “استمعنا إلى العلماء وعلينا ألا نتجاهلهم. مع ارتفاع درجة الحرارة أكثر من درجتين مئويتين نخاطر بالإنتاج الغذائي والجراد سيجتاحنا، وإذا ارتفعت درجة الحرارة بأكثر من 3 درجات مئوية فقد تتزيد أعداد الأعاصير والفيضانات والجفاف وموجات الحر”.

وتابع: “إذا ارتفعت درجات الحرارة بأكثر من 4 درجات مئوية قد تغيب مدن بأكملها مثل الإسكندرية وشنغهاي وميامي وغيرها من المدن التي ستضيع تحت أمواج البحر”.

وقال رئيس الوزراء البريطاني: “كلما فشلنا في أخذ التدابير المناسبة ساء الوضع وكان علينا دفع الثمن باهظا.. إن الإنسانية استهلكت وقتها وحان الوقت للتصدي للتغير المناخي”.

وأضاف: “لقد اقتربنا من نهاية العالم كما نعرفه وعلينا التصرف بسرعة”، مشيرا إلى أن الدول الصناعية كانت غير مدركة للمشكلة وعلينا واجب التغيير.

وأشارت إلى اتفاقية باريس الذي لم يتم الالتزام بتحقيق البنود التي نصت عليها، مشددا على أهمية تقليل الاعتماد على الفحم نظرا لخطورته في الاحتباس الحراري والتغير المناخي.

 

ماكرون: يجب مساعدة الدول الفقيرة

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الإثنين، إنه يجب مساعدة الدول الفقيرة بمواجهة تغير المناخ، مضيفًا: «علينا تنفيذ الالتزامات الدولية لتحقيق استراتيجية تغير المناخ».

وأوضح ماكرون، خلال كلمته بقمة جلاسجو للمناخ، أنه لا بد من تسريع عملية تمويل مواجهة تغير المناخ. واستكمل: «نجحنا في إبقاء المجتمع الدولي موحدا في مواجهة تغير المناخ».

وأشار إلى أنه يجب تشجيع الدول على التخلي عن الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.

 

رئيس وزراء إيطاليا: كلفة الأضرار بلغت أكثر من 300 مليار دولار سنويا

قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي إن “الاتحاد الأوروبي وضع خطة جدية من شأنها مضاعفة التدابير المتخذة لمكافحة التغير المناخي”.

وأضاف دراجي في كلمته خلال أعمال الدورة الـ26 لقمة الأمم المتحدة لرؤساء الدول والحكومات لتغير المناخ في جلاسكو، أن التغير المناخي أزمة خطيرة تهدد العالم أجمع؛ حيث أن كلفة الأضرار الناتجة عن هذه الأزمة وصلت إلى أكثر من 300 مليار دولار سنويا.

وأوضح أن هناك ضرورة للعمل بتنسيق كامل وواضح أن لا تتجاوز التغيرات المناخية 1.5 درجة للحفاظ على البيئة من أي مخاطر، مطالبا بضرورة توفير السيولة اللازمة للتصدي للتغيرات المناخية، ودعا البنك الدولي لتمويل المطلوب.

رئيس الوزراء الكندي: نتمنى التزامات أقوى بشأن مكافحة تغير المناخ

فيما صرح رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو على هامش قمة قادة مجموعة العشرين في روما بأن كندا أرادت التوصل إلى اتفاق أقوى وأكثر طموحا بشأن تغير المناخ من قمة مجموعة العشرين ، لكن القادة ما زالوا قادرين على إحراز تقدم من خلال الالتزام بمعالجة بعض القضايا الرئيسية.

وقال ترودو – في مؤتمره الصحفي الختامي للقمة – ” ليس هناك شك في أن كندا وعدد من الدول الأخرى كانت ستتمنى لغة أقوى والتزامات أقوى بشأن مكافحة تغير المناخ أكثر من غيرها” .. “لكننا أحرزنا تقدما كبيرا في الاعتراف بـ 1.5 درجة هو الطموح الذي نحتاج إلى مشاركته.”

ميركل: تسعير الكربون وسيلة فعالة لحماية المناخ

روجت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل لتسعير الكربون كوسيلة فعالة لحماية المناخ، وذلك خلال مشاركتها بمؤتمر الأمم المتحدة العالمي لتغير المناخ (كوب 26 ) المنعقد حاليا بمدينة جلاسجو الاسكتلندية.

وقالت ميركل عن نظام فرض سعر على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضارة بالمناخ واستخدام هذه الموارد لتوفير محفزات على الاستثمار في مصادر نظيفة للطاقة :” الاتحاد الأوروبي لديه بالفعل مثل هذا النظام للتسعير بالنسبة للقطاع الصناعي. وهناك آخرون ومنهم الصين على سبيل المثال، يطبقون هذا الآن”.

وفي إشارة إلى المفاوضات الوشيكة في مؤتمر الأمم المتحدة في جلاسجو، قالت ميركل إن ما يهمها في هذا الأمر ” هو أن نواصل الحديث عنه وأن نتخذ قرارات فيه”.

ورأت ميركل أن تسعير الكربون يعد وسيلة محورية لتجميع رأس مال خاص لحماية المناخ وقالت:” بمجرد أن يصبح لثاني أكسيد الكربون سعر، سيتمكن مستثمرو القطاع الخاص من معرفة الوجهة التي سيستثمرون فيها تقنيا”.

وأضافت أن من المهم عدم الاقتصار على استخدام أموال الضرائب فقط في مكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض بل يجب أيضا استخدام ” وسائل منطقية اقتصاديا وهذه بالنسبة لي هي تسعير الكربون”.

واستطردت أن الالتزام بالأهداف العالمية للمناخ سيتطلب استثمارات كبيرة وأشارت في هذا الصدد إلى تقديرات للأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون قال فيها إن الحماية العالمية للمناخ ستتطلب تمويلا سنويا بقيمة 800 مليار دولار.

 

السعودية: يجب الالتزام بالعمل الجماعي للحد من آثار التغير المناخي

وأكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز أن قمة قادة مجموعة العشرين في دورتها الحالية في إيطاليا تؤكد البناء على ما اعتُمد من مبادرات نوعية في ظل رئاسة المملكة للمجموعة في عام 2020م، وخاصة تلك المتعلقة بقطاع الطاقة مثل إقرار نهج الاقتصاد الدائري للكربون، وتأكيد أمن الطاقة لتحقيق التنمية الاقتصادية، والالتزام بالعمل الجماعي للحد من آثار التغير المناخي والالتزام بتقديم تسهيلات للدول الأقل نمواً لاستخدام الوقود النظيف لتوفير الغذاء.

وأضاف، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية بمناسبة مشاركة المملكة في قمة المجموعة في إيطاليا، إن مناقشات وزراء الطاقة ركزت على ثلاثة محاور رئيسة هي: المدن الذكية والمرنة والمستدامة، والتعافي والفرص التي توفرها حلول الطاقة التكنولوجية المبتكرة، والتدفقات المالية المتوافقة مع اتفاقية باريس، مشيرًا إلى أن الدورة الحالية ركزت على أهمية الالتزام بالعمل الجماعي للحد من آثار التغير المناخي من خلال تعزيز التنفيذ الكامل والفاعل لاتفاقية باريس من قبل جميع الدول الأطراف، والالتزام بنشر وتنفيذ الحلول القائمة على الطبيعة أو النهج القائم على النظام الإيكولوجي في المدن وحولها، وتأكيد أهمية توفير الطاقة الميسورة التكاليف للجميع، بناءً على مبادرة مجموعة العشرين، وما تم التوافق عليه خلال رئاسة المملكة لمجموعة العشرين عام 2020م.

وأكد وزير الطاقة السعودي على أهمية أن يتفهم الجميع أن العالم بحاجة لمختلف مصادر الطاقة، مبينًا أن هناك ثلاث ركائز أساسية يعتمد عليها قطاع الطاقة، ويعرفها كل من يعمل في هذا القطاع أو له علاقة به، أولى هذه الركائز هي أمن الطاقة، وثانيها التنمية الاقتصادية التي تكفل رفاهية الشعوب، وثالثها التصدي لتحديات التغير المناخي، وهذا يوجب أن تراعى هذه الركائز جميعها معا، دون إخلال بواحدة من أجل أخرى مهما كانت الظروف.

وتطرق بن سلمان إلى إسهام بلاده في مجال المناخ، التي أخذت بعدا شموليا في خفض الانبعاثات، وعبرت عنها مبادرتا السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر اللتان أعلن عنهما الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع موضحا أنهما تأكيد عن نهج المملكة المستمر في المحافظة على البيئة، كون ذلك من مرتكزات رؤية المملكة 2030، حيث تضمنت مبادرة الشرق الأوسط الأخضر إنشاء منصة تعاون لتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وتأسيس صندوق للاستثمار في حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون في المنطقة، ومبادرة عالمية تسهم في تقديم حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء لأكثر من (750) مليون شخص بالعالم؛ كما تستهدف مبادرة «السعودية الخضراء» مضاعفة الإسهامات الطوعية لتخفيض الانبعاثات الكربونية من 130 مليون طن إلى 278 مليون طن بحلول 2030م، ومبادرة مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء التي تستهدف إزاحة الوقود السائل وإحلال الغاز والطاقة المتجددة بديلا عنه، وإنتاج 4 ملايين طن من الهيدروجين الأزرق والأخضر، وإنشاء مجمع لالتقاط واستخدام الكربون وتخزينه.

 

الرئيس المصري: العمل في مواجهة الأزمة لا يحتمل التأجيل

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، إن العمل في مواجهة تغير المناخ “حتمي” لا يحتمل التأجيل.

وذكر السيسي، في قمة المناخ “كوب 26” في جلاسكو، أن قضية المناخ “باتت تؤثر علينا جميعا”، مضيفا أن مصر بادرت لاتخاذ خطوات جادة لتطبيق نموذج تنموي مستدام يهدف للوصول بنسبة المشروعات الخضراء الممولة حكوميا إلى 50 في المئة بحلول عام 2025 و100 في المئة بحلول عام 2030.

وتابع: “نعمل كذلك على التحول إلى النقل النظيف في مصر فضلا عن إنشاء المدن الذكية والمستدامة.. كما تنفذ مصر مشروعات لترشيد استخدامات المياه والإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية”.

وبالحديث عن الدول النامية، أبرز الرئيس المصري أن بلاده تدرك واجباتها وتعي حجم التحديات التي تواجهها كافة الدول النامية.

وأردف قائلا: “تنفيذ الدول النامية لالتزاماتها مرهون بحجم الدعم الذي تحصل عليه، خاصة من التمويل الذي يعد حجر الزاوية والمحدد الرئيسي لرفع الطموح المناخي”.

ويجتمع ممثلو 200 دولة في مدينة جلاسكو الأستكنلدية على مدار أسبوعين لخوض مفاوضات بشأن خفض الانبعاثات التي تؤدي في نهاية المطاف إلى التغير المناخي، الظاهرة التي جعلت الكوارث الطبيعية أكثر خطورة في السنوات الأخيرة.

الإمارات والتغير المناخي

يذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت سباقة في تنفيذ عدد من المبادرات المتعلقة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

والتزمت الإمارات بالوصول إلى الحياد الصفري المناخي بحلول عام 2050، وأنها منذ التسعينيات غرست قواعد تنويع مصادر الاقتصاد والدخل الوطني بعيداً عن الطاقة الأحفورية.

هذا وتمتلك الإمارات أكبر 3 محطات لتوليد الطاقة الشمسية، ومحطة لتشغيل الطاقة النووية السلمية، وأطلقت مبادرة تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 وبالتالي جميع هذه العوامل تؤهلها لاستضافة القمة المناخية كوب 28.

وتقدمت دولة الإمارات بطلب لاستضافة الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP 28» في أبوظبي عام 2023.

وتكتسب الدورة الـ28 من مؤتمر الأطراف «COP 28» أهمية كبيرة في تحقيق مستهدفات اتفاقية باريس للمناخ إذ إنه سيشهد أول تقييم عالمي للمساهمات المحددة وطنياً إضافة إلى تحديد ملامح الجولة التالية من هذه المساهمات.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية